90% مما نفكر فيه… لن يحدث أبدًا
في لحظة هدوء، وبينما تتقافز الأفكار في رؤوسنا بلا إذن، نتوقف لنسأل أنفسنا:
لماذا نشعر بكل هذا القلق؟ لماذا نخاف من أشياء لم تحدث بعد؟
والأهم: كم مرة خذلتنا مخاوفنا، ومرّت الأمور على خير… وكأن شيئًا لم يكن؟
الحقيقة التي يصعب علينا تصديقها أحيانًا هي أن أكثر من 90% من الأفكار السلبية التي تدور في أذهاننا… لا تتحقق أبدًا. هي مجرد سيناريوهات وهمية، يصنعها العقل في محاولة للحماية، لكنه أحيانًا يحبسنا بدلًا من أن يحمينا.
العقل لا يفرّق بين الحقيقة والخيال
الأبحاث النفسية تؤكد أن الدماغ البشري يعالج الخوف المتخيّل بنفس الطريقة التي يعالج بها الخطر الحقيقي.
بمعنى آخر: حين تتخيل موقفًا مرعبًا – خسارة، فشل، مرض، رفض – يبدأ جسدك بالتفاعل كما لو أن الأمر يحدث بالفعل.
- تتسارع ضربات القلب
- يتوتر الجسد
- تنخفض قدرتك على التركيز أو النوم
وكل ذلك… لمجرد فكرة.
من أين تأتي كل هذه الأفكار؟
في عالم سريع، ممتلئ بالمحفزات، ومنصات التواصل، والخبر العاجل، والعناوين المخيفة، أصبحنا نعيش حالة من الاستعداد الدائم للخطر.
- نخاف أن نفشل قبل أن نبدأ
- نخشى أن نخسر قبل أن نربح
- نقلق من رأي الناس قبل أن نعبّر عن أنفسنا
لكن… كم مرة خفت من موقف، ثم مر بسلام؟ وكم مرة منعتك مخاوفك من خوض تجربة كان من الممكن أن تغيّر حياتك؟
ماذا لو تحوّلت الفكرة إلى فرصة؟
تخيل لو أنك كلما راودتك فكرة سلبية، توقفت وسألت نفسك:
هل هذه الفكرة مؤكدة؟ أم مجرد احتمال؟
وإن حدث ما أخشاه… هل ستكون نهايتي؟ أم مجرد تحدٍ أستطيع تجاوزه؟
ستفاجأ أن 90% من تلك المخاوف مجرد غبار ذهني، يمكن تبديده بنفَس عميق، أو نظرة أوسع.
جرّب هذا التمرين البسيط:
- عندما تفكر في شيء سلبي، اكتبه على ورقة
- بجانبه، اكتب: “ما الدليل على أن هذا سيحدث؟”
- ثم اسأل نفسك: “ما هو أسوأ سيناريو؟ وهل أقدر على مواجهته؟”
في أغلب الأحيان، ستكتشف أن الفكرة أضعف بكثير مما بدت في ذهنك.
الخلاصة:
90% من أفكارك المقلقة… لن تحدث.
لكن كل ثانية تضيعها في التفكير فيها، تحدث فعلًا، وتؤثر في صحتك، وسعادتك، وإنتاجك.
لا تضيّع وقتك في مطاردة الخوف، بل اصنع لحظة حقيقية تعيش فيها بسلام.
الأمان لا يأتي من غياب الخطر، بل من حضور الإيمان.
Leave a Comment