في لحظة من أصعب لحظات حياته، وقف كريس غاردنر أمام باب حمام عام في محطة مترو بمدينة سان فرانسيسكو، ممسكًا باب الحمام من الداخل بيد واحدة حتى لا يفتحه أحد، بينما ابنه الصغير نائم على حجره. لم يكن لديه منزل، ولا مال، ولا حتى طعام كافٍ. كان كل ما يملكه هو “الحُلم”.
لكن إيه اللي يخلي راجل معدوم، بيبات في الشارع، يتخيل نفسه واحد من رجال الأعمال في وول ستريت؟
اللي ميعرفوش كتير، إن الحلم ده هو اللي خلى كريس يغيّر مصيره بالكامل، ويكتب واحدة من أعظم قصص الصعود في العصر الحديث.
—
الطفولة الجريحة، وبذور الإصرار
اتولد كريس سنة 1954 في واحدة من أفقر مناطق ولاية ويسكونسن، لأم قوية لكنها كانت محاصرة بالعنف الأسري والفقر. شاف بعينه أمه وهي بتدخل السجن ظلم، وشاف معاناة الطفولة وسط غياب الأب والحرمان. لكنه رغم القسوة، طلع بشيء واحد: قناعة عميقة إن مصيره مش لازم يكون تكرار لحياة والده.
في مذكراته كتب:
“كنت شايف الألم حواليا، بس عمري ما اعتبرته طبيعي… كنت عايز أعيش حياة مختلفة.”
—
الهاوية: التشرد مع طفل رضيع
في بداية الثمانينات، كان كريس متزوج وعنده طفل صغير. كان بيشتغل في بيع أجهزة طبية، لكن الدخل كان ضعيف، وحياته بدأت تنهار. زوجته سابته، وأصبح مسؤول عن ابنه لوحده. وفجأة، فقد الشقة، وبقى في الشارع.
ماكنش بينام في مكان ثابت… مرة في ملجأ، مرة في تاكسي قديم، ومرة في حمام عام.
ومع كل ده، عمره ما تخلّى عن ابنه، ولا عن الحلم.
—
لحظة الحظ: لقاء غيّر حياته
وهو سايق تاكسي عشان يوفر دخل مؤقت، ركب معاه راجل شيك، لابس بدلة غالية، وسأله:
“حضرتك بتشتغل إيه؟”
رد الراجل: “أنا سمسار في البورصة.”
من اللحظة دي، كريس قال لنفسه: “أنا كمان عايز أكون في البورصة.”
بدأ يسعى يتعلم عن المجال، وقدّم على تدريب غير مدفوع الأجر في شركة مالية.
ورغم إنه مفلس ومشرد، اتقبل. وكان بيروح كل يوم يتدرّب، ويرجع بالليل يدوّر على مكان ينام فيه هو وابنه.
—
اللحظة الفارقة: وظيفة واحدة فقط
بعد شهور من التعب، اجتمعوا مع كل المتدربين في نهاية البرنامج.
كان فيه مكان واحد بس متاح للتوظيف.
وفجأة، نادوا على اسمه… كريس جاردنر.
كان نفسه يصرخ، لكنه بس ابتسم، والدموع نزلت من غير ما يحس.
—
صعود لا يُصدّق: من موظف لمليونير
ابتدى كريس من تحت الصفر، واشتغل في وول ستريت.
وفي 1987، أسس شركته الخاصة “Gardner Rich & Co” برأس مال بسيط جدًا.
قدر مع الوقت يبني ثروة بملايين الدولارات، وبقى واحد من أهم المحاضرين في العالم في مجال التحفيز والنجاح.
—
قصة تُعرض على الشاشات
قصة كريس تحوّلت لفيلم عالمي سنة 2006 اسمه **The Pursuit of Happyness**، من بطولة النجم ويل سميث.
الفيلم مش بس حقق نجاح ضخم، لكنه أثر في ملايين الناس اللي فقدوا الأمل.
—
الرسالة:
كريس علمنا إنك ممكن تكون مشرد، جعان، ومكسور…
لكن طول ما فيك نفس، ولسه بتحلم، فإنت أقوى مما تتخيل.
—
المصادر:
كتاب The Pursuit of Happyness، 2006
Leave a Comment