رجل الجبل: قصة رجل حفر طريقًا في الصخر ليغيّر حياة قريته

في قرية نائية وفقيرة في ولاية بيهار الهندية، كانت حياة الناس معزولة عن أقرب مدينة بسبب وجود جبل ضخم يقف بين القرية والعالم الخارجي. أي شخص يحتاج يروح المستشفى أو المدرسة، كان لازم يلف حوالي 70 كيلومتر حول الجبل، وهو أمر مستحيل تقريبًا لأهالي القرية الفقراء.

وفي يوم مأساوي من عام 1959، فقد دشينت مانجهي زوجته الحامل لأنها لم تتمكن من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب بسبب الطريق الطويل والمعقد.

وقف دشينت، المزارع الفقير، ينظر إلى الجبل… ثم أقسم قسمًا غيّر التاريخ:

“لن أسمح لجبل أن يسرق حياة أخرى. سأكسره بيديّ.”

المعجزة تبدأ… بفأس وإزميل

من غير دعم من الحكومة، ومن غير مساعدة من أهل القرية اللي كانوا شايفين فكرته مجنونة، بدأ دشينت يحفر في الصخر يوميًا بفأس بسيطة وإزميل. كان يشتغل من الفجر حتى الغروب، ومافيش غير رغبته في إنقاذ أرواح الناس اللي زيه.

الناس كانوا بيضحكوا عليه. قالوا له: “هتموت قبل ما تحرك حجر.” لكنه كان بيرد بابتسامة صامتة، وبيكمل الحفر.

الصيف كان بيحرق جلده. الشتاء بيجمد عضمه. لكنه ما وقفش.

22 سنة من الحفر… والنتيجة صدمة

استمر دشينت مانجهي في حفر الجبل لمدة 22 سنة كاملة. يوم ورا يوم… سنة ورا سنة… بدون كلل.

وفي سنة 1982، فتح أخيرًا ممرًا طوله حوالي 110 متر، وعرضه 9 أمتار، يخترق الجبل من المنتصف! المسافة اللي كانت بتحتاج 70 كيلومتر، بقت دلوقتي أقل من 1 كيلومتر.

القرية اتغيرت. المستشفيات بقت قريبة. المدارس بقت في المتناول. والرجل اللي كانوا بيضحكوا عليه… بقى بطل قومي.

بعد الموت… تكريم أسطوري

دشينت توفي سنة 2007، لكن الحكومة الهندية أطلقت اسمه على الطريق اللي فتحه. اتعمل عنه أفلام، وتماثيل، ومتاحف… وتحول من “راجل بسيط” إلى “رمز للإرادة التي لا تُقهر”.

وفي أحد اللقاءات، سألوه: “هل كنت تحلم بالشهرة؟” قال بهدوء:

“أنا فقط لم أحتمل أن يموت شخص آخر لأن الطريق طويل.”

الرسالة

لو الجبل اللي قدامك كبير… افتكر إن فيه راجل حفَر جبل فعلي بإيده. مش لأن عنده فلوس. مش لأن عنده تعليم. لكن لأنه عنده سبب، وعنده قلب، وعنده صبر لا ينتهي.

كل مستحيل… قدّامه رجل عنده إرادة، بيبقى ممكن.